هذا شعبان…فلا تضيعه!!!!

فضائل شهر شعبان

مقدمة:

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد و لم يولد،ولم يكن له كفؤا أحد، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

هذا شعبان...فلا تضيعه
هذا شعبان…فلا تضيعه

يقول ربنا تبارك وتعالى في محكم تنزيله: “وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ” القصص 68

فالله خلق الخلق وفضل بعضه على بعض، ففضل أوقاتا على أخرى و وبشرا على آخرين و أمان على أماكن..ومن الأزمنة التى جعل الله لها فضائل لم يجعلها في غيرها، شهر شعبان، وهذا التفضيل الإلهي يجب أن يظهر أثره على عباد الله، والمؤمن لا بد أن يعظم ما عظم الله سبحانه.

فماهي فضائل شهر شعبان و وكيف السبيل لاغتنامه؟

فيه ترفع الأعمال:

روى النسائي وأحمد رحمهما الله عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ” ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”

وفي هذا الحديث فوائد كثيرة، نذكر منها:

  1. اهتمام الصحابة بتفاصيل حياة النبي صلى لله عليه وسلم قصد الإقتداء به.
  2. من السنة الإكثار من الصيام في شهر شعبان.
  3. فضل العبادة في زمن الغفلة (أجرها مضاعف)
  4. وجوب إظهار الخوف في أوقات رفع الأعمال، لأن الإنسان لا يعلم أقبل عمله أم لا؟ والإقبال على الطاعة أدعى لقبول الاعمال.

فالمسلم يحسن اغتنام هذه الأيام في الإقبال على الله رغبا ورهبا، فيظهر فقره لرحمة الله تعالى، وخوفه منه عز وجل، بل ويسعى أن يكون من القلة التي ما ذكرت في القرآن إلا واقترنت بالصلاح والفلاح والشكر نحو قوله تعالى: “وقليل من عبادي الشكور”، وكذلك يخشى أن يكون من الكثرة التي اقترنت في غير موضع بقلة الإيمان والفسوق نحو قوله تعالى:“وإن كثيرا من الناس لفاسقون” وقوله تعالى: “فما آمن معه إلا قليل”…

كثرة صيام النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان:

ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كثرة الصيام في هذا الشهر المبارك أكثر من كل الشهور باسثناء رمضان، ففي الحديث المتفق عليه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان

وعلى المسلم أن يحرص كل الحرص على الإقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيصوم  من هذا الشهر ما استطاع أن يصوم.

ولا شك أن هذا الصيام بمثابة ترويض وترييض وتحمية واستعداد لشهر رمضان، فبالعمل في شعبان يذوق الإنسان حلاوة الطاعة في رمضان، وبالإقبال في شهر شعبان تتحقق أهداف رمضان وغاياته، وعلى رأسها التقوى، قال تعالى: “لعلكم تتقون أياما معدودات” 

ليلة النصف من شعبان:

هذه الليلة لها فضل عظيم، ويكفيها فضلا قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن”

لماذا الشرك؟؟؟

لأن الشرك أعظم الذنوب، يقول تبارك وتعالى: “إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء”

والشر ظلم عظيم، فاستحق المشرك أن يحرم من وجود اسمه ضمن لائحة المغفور لهم في هذه الليلة… وأي حرمان بعد هذا الحرمان وأي خسران بعد هذا الخسران، أن يحرم الإنسان رحمة ربه، ويستحق عقابه سبحانه، فاللهم باعد بيننا وبين الشرك كما باعدت بين المشرق والمغرب يا ارحم الراحمين.

ولماذا المشاحن؟؟؟

لأن الشحناء تقطع روابط الأخوة بين المسلمين، وتقطع الأرحام، وتدفع للظلم، وبالتالي يضعف المجتمع المسلم، ويكفي الشحناء سوءا أنها سبب للحرمان من مغفرة الله ورحمته، وعلى ماذا نتشاحن؟؟؟ على متاع من الدنيا قليل؟؟؟ على ظل زائل؟؟؟ ما قيمة هذا المتاع أمام جنة عرضها السماوات والأرض؟؟؟ما قيمة هذا الشيء أمام رحمة الله رب العالمين؟؟؟  وصدق ربنا تبارك وتعالى: “ألا يظن أولائك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين” فبقدر معرفة الإنسان بذلك اليوم وإيمانه به، بقدر ما تصغر الدنا في عينه فيعتذر ويقبل العذر ويصفح ويقبل على الصلح… فاللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا يا ذا الجلال ولإكرام.

وعلى الجماعة المسلمة في كل الأوقات وفي هذا الوقت بالخصوص أن تجتهد في الإصلاح بين المتخاصمين، يقول ربنا تبارك وتعالى: “ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

هل تخصص ليلة النصف من شعبان بقيام أو عبادة معينة؟

للأسف الشديد كثير من الناس يتركون السنن ويقبلون على البدع، فهذه الليلة لا تخصص بصيام ولا بقيام ولا بأي عبادة، والأحاديث التي جاءت بشيء من هذا لا تخلو من أن تكون ضعيفة، فلا تصح، وبعضها موضوع.

فاللهم وفقنا لاتباع الحق يا رب العالمين.

خطبة جمعة بعنوان عفلة الناس في شهر شعبان:

شهر القراء:

كان شهر شعبان يعرف عند السلف الصالح، بشهر القراء، وذلك بسبب إقبالهم الكبير على القرآن تلاوة وتدبرا، استعدادا لشهر رمضان شهر القرآن.

وللإنشغال بالقرآن في شهر شعبان فوائد كثيرة، على رأسها تطهبر القلب، والتعود على الطاعة، والفوز بأجر تلاوة القرآن.

فعل المسلم أن يقتدي بالسلف الصالح، فيقبل على القرآن إقبالا، وينشغل به استماعا وتلاوة وتدبرا وتفسيرا، ويشرك أهله واصحابه في هذا الخير، ويشجعهم على ذلك، فيفز بأجره وأجر من اتبعه.

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا أرحم الراحمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى