البيئة و التنمية

1. تعريف البيئة

البيئة هي كل ما يحيط الإنسان من عناصر حيوية، وتشمل: المياه، الأرض (التربة)، الهواء، عناصر البيئة النباتية وعناصر البيئة الحيوانية.

تخضع هذه العناصر الحيوية لتوازنات وفًقا لدورة حياة محددة تعمل
على
ضمان استمرارية تواجد هذه العناصر مع استمرار الكون الطبيعي والإنساني، وفًقا لدورة فطرية يؤدي حدوث خلل في أحد عناصرها إلى التأثير على جودة أدائها
الفطري
والطبيعي، هذا علاوة على ما يحدث من اندثار للرصيد المتاح من هذه العناصر.

    البيئة كنظام حيوي تتفاعل مع بعضها البعض لتكون مصدرا للاحتياجات
البشرية
للاستمتاع بالموجودات أو الأصول الطبيعية: فالمياه توفر للإنسان الموارد
المائية
الطبيعية اللازمة له وللحياة العامة، ولتزويد الجسم البشرى باحتياجاته من مياه الشرب.

    كذلك فإنه يتم الاعتماد على المياه في ري الأراضي الزراعية، هذا بالإضافة إلى استخدام المياه للأغراض الصناعية المختلفة كالبناء والتشييد.

وتعتبر المياه من الموارد الطبيعية التي يتم الاعتماد عليها في تحقيق استمرارية الأداءالبشرى والنباتي والحيواني، لذلك كان لابد من الاعتماد على هذا المورد الطبيعي بمكوناته وجودته
المتعارف
عليها دون المساس بنوعية هذه المكونات أو بكمياتها.

    تتأثر البيئة بالأنشطة الصناعية والزراعية والخدمية، فالمياه نفقد جزءا من خواصها الطبيعية
نتيجة
 لهذه الانشطة غير العقلنة اهمها الصرف الصناعي وتصير المياه النقية
ملوثة و هذا ما
يطلق عليه تلوث المياه.

    يتأثر الهواء كذلك فإن تزايد معدلات تركيز بعض عناصر الهواء الجوي مثل غاز أول أكسيد
الكربون
CO وغاز ثاني أكسيد الكربون CO2 وغاز ثاني أكسيد الكبريت So2الذى يصبح تركيزه  ضار
و بمعدلات
غير مسموح بها.

    كما تتأثر التربة ايضا، حيث ان تزايد او نقصان كمية خصائصها او احدى هذه
الخصائص و التي تتمثل في العناصر المغذية للنبات بشكل عام، يؤدي الى حدوث خلل في
التفاعلات الحاصلة بين هذه الخصائص و من ثم اتلاف بنية التربة بشكل خاص مما يؤدي
الى تدهورها و فقدانها.

    وينتج عن التغيرات التي تحدث في العناصر البيئية السابقة مجموعة من التأثيرات البيئية الخطيرة والتي تؤدي إلى انخفاض كفاءة وانتاجية عناصر التنوع البيولوجي والإحيائي.
وتتزايد
خسائر هذه العناصر مع تزايد معدلات تركيز العناصر الهوائية والمائية بمعدلات تزيد عن المعدلات المسموح بها. كما تؤثر هذه العناصر الضارة بالبيئة على الموارد البشرية، وذلك نتيجة للأضرار الصحية التي
تلحق
بالأفراد نتيجة لانتشار معدلات التلوث البيئي التي ينشأ عنها العديد من الأمراض.

    يعتبر مفهوم التنوع البيولوجي من المفاهيم البيئية والتي تعمل على تقديم
العناصر
البيئية والطبيعية في شكل مجموعات نوعية ووظيفية وكمية. أي أن كل عنصر منها يؤدي وظيفة حيوية محددةفالتنوع البيولوجي يتكون من: النباتات، والطيور، والحيوانات، وعناصر المحميات الطبيعية
المختلفة،
وعناصر الثروة البحرية من أسماك ومن شعب مرجانية، هذا بالإضافة إلى الجبال والأنهار والبحار والشواطئ والأشجار والغابات، والموائل البيئية وغيرها من أمثلة هذه العناصر البيئيةولقد أضحت عناصر التنوع البيولوجي ذات قيمة اقتصادية، ويقابل تحديد هذه القيمة صعوبات لكل عنصر من هذه العناصر
العديدة.

و ترتبط عناصر التنوع البيولوجي من حيث الاستفادة منها من طرفالبيئة السكانية المحيطة بها، فالنباتات التي تنمو في الصحراء والتي تعتمد على مياه الأمطار في نموها، وعلى خزانات المياه
الجوفية
في توفير المياه اللازمة لها قد تكون مصدرا لغذاء القبائل التي تعيش بجوار هذه النباتات، ويؤدى استهلاكها بطريقة عشوائية إلى انخفاض قيمتها الاقتصادية الحقيقية
لذى فان تقييم
عناصر التنوع البيولوجي ذات القيمة الاقتصادية أصبح ضرورة ملحة، وذلك
بغرض
تحقيق الأهداف الاقتصادية والحيوية البيئية لها، وبما يؤدى إلى الحفاظ عليها من الهلاك
والاندثار.

2. التنمية المستدامة

التنمية المستدامة

تسعى دول العالم خلال الآونة الحالية إلى تطبيق مفهوم التنمية المستدامة ويقصد بالتنمية المتواصلة استهلاك الموارد الطبيعية غير المتجددة بالكمية التي تحقق أهداف التنمية دون الإخلال باحتياجات الأجيال القادمة من هذه الموارد.

و بمعنى اخر فالتنمية
المستدامة هي التي تستجيب لإشباع حاجات الحاضر دون التضحية بإمكانية إشباع الحاجات
المتعلقة بالأجيال القادمة في المستقبل.

    وفي الوقت
الحالي فإن الحاجات الضرورية للسكان في الدول النامية لم تشبع بعد، وفوق كل ذلك
فإن هؤلاء السكان يطمحون – وهذا من حقهم – في تحسين نوعية حياتهم، وفي عالم يسيطر
فيه الفقر وانعدام العدالة، فإن ذلك يعني إحداثًا لأزمات إيكولوجية وغير
إيكولوجية.

 وهنا
فإن التنمية المستدامة تعني إشباعًا للحاجات الضرورية للجميع، وكذلك إشباعًا
لطموحاتهم في حياة ذات نوعية أفضل وأحسن.

    تختلف
الآراء  خول العلاقة بين البيئة والتنمية
حسب نوعية النقاش و المناقشين، لكن اذا اخدنا البيئة و عناصرها و التنوع البيولوجي
كموروث طبيعي  فإنه من الواجب الحفاظ على
البيئة وحمايتها من التلوث لأنه يقع على عاتقنا مسئولية تسليمها للأجيال القادمة
دون تبديل أو تعديل يؤثر سلبًا عليها.

    ويمكن القول
إن العلاقة بين البيئة والتنمية علاقة وثيقة : فالبيئة هي الإطار الذي يعيش فيه
الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته وإشباع حاجاته، وهذا الإشباع للحاجات يتحقق من
خلال استغلال موارد البيئة في إطار ما يسمى بعملية التنمية، وهذه العملية تحمل معنى
أكثر اتساعًا وشمولاً من معنى النمو الاقتصادي الذي يعتبر نتيجة لجهود التنمية.

     و بالرغم من
ذلك فسعي الإنسان الدائم نحو مزيد من إشباع حاجاته من خلال رفع معدلات النمو
الاقتصادي في مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، أحدث الإنسان إخلالاً
بالتوازن البيئي تمثلت مظاهره في التلوث البيئي والتصحر وتغير المناخ وفقد التنوع
الإحيائي… إلخ.

     وقد
أصبح  من الضروريً مواجهة ذلك، وحفاظًا على
استمرار إشباع حاجات الحاضر دون التضحية بإمكانية وقدرة موارد البيئة على إشباع
حاجات أجيال المستقبل، أن تدخل الاعتبارات البيئية في قلب الجهود الموجهة للتنمية،
وأن يسفر ذلك عن مفهوم جديد للتنمية والنمو الاقتصادي، هو المفهوم الحقيقي الذي
تتضمنه فكرة التنمية المستدامة.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى