الأسرة: تعريفها وخصائصها ومقاصدها.

تسليط الضوء على مكانة الاسرة

الأسرة هي نواة المجتمع ولبنته وتتكون من أب وأم وأبناء وأحفاد في بعض الأحيان، وقد حضيت هذه المؤسسة باهتمام كبير من كل الديانات والقوانين الوضعية والسماوية عبر العصور،كما كانت وظلت ولازالت محط اهتمام العديد من المفكرين والباحثين المهتمين بقضايا الأسرة والمجتمع…وذلك راجع بالأساس  لما تكتسيه من أهمية بالغة في التأثير في المجتمعات،فصلاح هذه الأخيرة رهين بصلاح الأسرة…وهكذا تعددت الأبحاث واختلفت النظريات وتضاربت الآراء وكثر القيل والقال حول السبل الناجعة لبناء مؤسسة أسرية متماسكة وسليمة.

وفي خضم هذه النظريات وتضاربها،لا يكاد الإنسان يجد ما يشفي غليله ويريح سريرته ، ليهتدي في النهاية إلى المنهج الرباني الجامع المانع الصالح لكل زمان ومكان،إذ أن الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور،العليم الخبير بأحوال عباده، لم يكن ليترك عباده تائهين، بين أقوال البشرالتي يشوبها الخطأ والزلل، فأرسل لهم رسلا وأنبياء ليبينوا لهم معالم هذا المنهج،وختمهم بسيد الأنبياء وإمام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، إنها القرآن والسنة.

رابط: دورة القيادة الأسرية

خصائص ومميزات المؤسسة الأسرية:

خصائص الأسرة ومميزاتها

 

يمكن أن نلخص هذه الخصائص والمميزات في ثلاثة  أمور:

  1. الأسرة أقدم مؤسسة.
  2. الأسرة أقدس مؤسسة.
  3. الأسرة أقوى مؤسسة. 

أولا:الأسرة أقدم مؤسسة:

إن من عجائب هذه المؤسسة أنها من أقدم المؤسسات على الإطلاق، فقد سبقت في الوجود المدارس والمحاكم  والدول.

والعجيب أنها أسست قبل نزول الإنسان للأرض، إذ أنها أسست في الجنة، فوجدت مع وجود الإنسان، وأسست مباشرة بعد توفر أركانها-الذكر والأنثى- بأمر الله عز وجل لآدم:

“وإذ قلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة”

 ولا شك أن هذه الأقدمية دليل على كون الأسرة هي الحالة الطبيعة والسليمة التي يمكن أن تربط الذكر بالأنثى، وهي السبيل الوحيد لبناء مجتمع قوي ومتماسك وسليم، وأي علاقة خارج هذا الإطار لن نجني منها سوى ويلات وأزمات لا يرجى برؤها. 

ثانيا: الأسرة أقدس مؤسسة:

تستمد المؤسسة الأسرية قدسيتها من جميع الديانات والتشريعات بشكل عام، ومن الشريعة الإسلامية بشكل خاص، كما تستمد الأسرة قدسيتها من مقاصدها السامية والتي يمكن تلخيصها في ما يلي:

علاوة على ذلك فللأسرة دور مهم في بناء القيم وحفظ الحقوق والنسل، ونشر السلام والأمن ومحاربة التشرد والجريمة…هذه وغيرها من الرسائل المنوطة بالأسرة تجعل البشرية تنظر لها بقدسية ووقار واحترام.

وقد بين الله تعالى علو شأن الأسرة وقدسيتها من خلال آيات كثيرة حرص من خلالها الشارع الحكيم على تنظيم العلالقة بين أفراد الأسرة،على جميع المستويات(التشريعي والسلوكي والأخلاقي)ولم يترك مجالا كبير للبيان النبوي أو النظر الإجتهادي. 

ثالثا: الأسرة أقوى مؤسسة:

ومعنى ذلك أن المؤسسة الأسرية هي أقوى المؤسسات من حيث التأثير، وذلك راجع إلى مجموعة من العوامل، كالفترة التي يقضيها الفرد في هذه المؤسسة وطبيعة العلاقة بين أفرادها، وبالتالي فإن هذه الصفة وهذه الميزة تبعث الإطمئنان في قلوب الآباء، لأن الفساد مهما بلغت قوته وشدة انتشاره فلن يؤثر كثيرا في أبنائنا ما دامت الأسر بخير.

كما أن هذه الميزة تبعث للقلق من ناحية أخرى لأن فساد الأسرة ولو كان طفيفا، قد تكون نتائجه وخيمة على الأسرة نفسها وعلى المجتمع.

رابط:خطب منبرية حول الأسرة على اليوتيوب

مقاصد الأسرة في الإسلام:

مقاصد الأسرة.

السكينة والمودة:     

 قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً..}، والنبي صلى الله 

عليه وسلم لما جاءه جبريل عليه السلام وهو في الغار، فأصابه الفزع والخوف، فذهب لزوجته خديجة رضي الله عنها

لأن قلبه يسكن لزوجته، فكانت بذلك خديجة مثالا رائعا للمرأة الصالحة.

تحمل المسؤولية وتنظيم الذات:      

عندما يدخل الأنسان لمرحلة الزواج،تنتهي الرفاهية اللامبالاة وتبدأ المسؤوليات سواء على الزوج أو الزوجة.

فمهمة الزوجة الرئيسية هي تنظيم وترتيب بيت الزوجية، وتربية الأبناء وتوفير ظروف الراحة لأبنائها ولزوجها، هذا الأخير الذي يعمل خارج البيت لتوفير القوت اليومي لزوجته وأبنائه، ويجب على الزوج أيضا ألا يغفل مسؤوليته في تربية الأبناء.

بناء وحفظ العلاقات الأسرية:  

ينبغي على الزوجة والزوج احترام وتقدير أهل شريك الحياة،إذ أن الزواج يزيد اتساع دائرة الأسر، فيجب تقوية أواصر

المحبة بين العائلات، وتوطيد الصلات الاجتماعية مما يباركه الإسلام ويعضده ويسانده. فإن المجتمع المترابط المتحاب

هو المجتمع القوي السعيد.

إشباع الغريزة الجنسية:

الميل إلى الجنس الآخر من أقوى الغرائز وأعنفها، وهي تلح على صاحبها دائما في إيجاد مجال لها، فما لم يكن ثمة ما

يشبعها، انتاب الإنسان الكثير من القلق والاضطراب، ونزعت به إلى شر منزع.  فالزواج مجال لإشباع هذه الغريزة

بصورة شرعية تحفظ الحقوق وتنظم الواجبات.

  • فيهدأ البدن من الاضطراب.
  • وتسكن النفس من الصراع.
  • ويكف النظر عن التطلع إلى الحرام.
  • وتطمئن العاطفة إلى ما أحل الله

وهذا هو ما أشارت إليه الآية الكريمة {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

    إنجاب الأولاد وتكثير النسل.       

الزواج هو أحسن وسيلة لإنجاب الأولاد وتكثير النسل، واستمرار الحياة مع المحافظة على الأنساب التي يوليها الإسلام عناية فائقة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

 “تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ”

وفي كثرة النسل من المصالح العامة والمنافع الخاصة، ما جعل الأمم تحرص أشدالحرص على تكثير سواد أفرادها بإعطاء المكافات التشجيعية لمن كثر نسله وزاد عدد أبنائه.  وقديما قيل: إنما العزة للكاثر. ولا تزال هذه حقيقة قائمة لم يطرأ عليها ما ينقضها.

ثم إن غريزة الأبوة والأمومة تنمو وتتكامل في ظلال الطفولة، وتنمو مشاعر العطف والود والحنان، وهي فضائل لا تكمل إنسانية إنسان بدونها.

الشعور بتبعة الزواج.       

الشعور بتبعة الزواج، ورعاية الأولاد يبعث على النشاط وبذل الوسع في تقوية ملكات الفرد ومواهبهفينطلق إلى العمل من أجل النهوض بأعبائه، والقيام بواجبه.

فيكثر الاستغلال وأسباب الاستثمار مما يزيد في تنمية الثروة وكثرة الإنتاج، ويدفع إلى استخراج خيرات الله من الكون وما أودع فيه من أشياء ومنافع للناس.

رابط: دورة القيادة الأسرية

مقالات ذات صلة

‫12 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى