8 مارس وواقع المرأة .
كيف كرم الإسلام المرأة؟
تعد المرأة ذلك الكيان المتعدد الوظائف، فهي الام الحنونة. و الابنة البريئة،. هي الأخت الصادقة، و الخالة اللطيفة، تتصف برزانة العمة و حكمة الجدة، وتتحمل المسؤولية كزوجة ، المرأة ليست نصف المجتمع، بل هي المجتمع برمته هي المرشد و الموجه، انها ذلك الكائن اللطيف المثير للجدل، ذلك الهدوء قبل العاصفة، مخلوق لا تنته أسراره، حقل خصب في الدراسات و معجزة من عجائب الدنيا.
ولقد اتخذ العالم من اليوم الثامن من شهر مارس، يوما للإحتفال بالمرأة، والتعبير عن احترامها وتقديرها وكذلك العرفان بمجهوداتها.
فما أصل هذا الإحتفال؟ وهل أخذت المرأة حقوقها الكاملة، أم أن الشعارات التي ترفعها الحكومات والمؤسسات والجمعيات في كل سنة ماهو إلا ادعاءات وشعارت زائفة؟ ما مكانة المرأة في الإسلام والديانات الأخرى؟
8 مارس اليوم العالمي للمرأة :
في هذا اليوم يحتفل العالم بالمرأة للتعبير عن مكانتها والإحترام والتقدير المبذول تجاهها، ويعود سبب تخصيص اليوم الثامن من شهر مارس من كل سنة للإحتفال بالمرأة،إلى احتجاجات نساء نيويورك سنة 1856 ضد الظروف اللانسانية و القاسية التي يعملن فيها، و احتجاجهن في 8 مارس 1908 بمدينة نيويورك، حيث رفعن شعار الخبز و الورد… و لم توافق الأمم المتحدة على تبني هذا اليوم عالميا للمرأة إلا في سنة 1977.
مكانة المرأة في الديانات السماوية :
في الديانة اليهودية :
انطلاقا من عدة عوامل كالكتاب المقدس اليهودي (التوراة) و الأعراف،وأيضا الشريعة الشفوية تتحدد مكانة المرأة عند اليهود، والتي يمكن اختزالها في كلمة واحدة وهي الدونية، فهيعندهم وفي أذهانهم أصل الشرور، لكونها المسؤولة عن الخطيئة البشرية الأولى أو بمعنى آخر سبب خروج آدم من الجنة، فالمرأة اليهودية بضاعة تباع وتشترى، لأن -حسب زعمهم- نجاسة ولادة الأنثى ضعف نجاسة ولادة الذكر، فهي كما ذكر في العهد القديم اي التوراة “شباك و قلبها شراك (الجامعة 7, 26) ،اي أن المرأة كائن غير بشري إنما تصنف في قائمة الأشياء،ولا يخفى عن أحد الظلم الناتج عن هذه النظرة، فالمرأة تمنع من التعلم و تعيش بعيدا عن ما يسمى الحرية و المساواة…
المرأة في المسيحية :
المرأة النصرانية لا قيمة لها لأنها كما في اليهودية المذنبة و الغاوية الأولى ، لكن تغيرت هذه النظرة بعد العصور الوسطى فنجدأن المسيحية تعتبر الرجل و المرأة كائن واحد، لا أفضلية بينهما، متساويان في الحقوق والواجبات، وحتى من ناحية الزواج فكما أن للمرأة الحق فقط في الزواج برجل واحد، فلهذا الاخير الحق في عقد القران بأنثى واحدة اي تحريم تعدد الزوجات، لكن في المقابل يمكن للمرأة والرجل على حد سواء القيام بعلاقات غير شرعية، مما يهدد الأنساب ويضيع المصالح والحقوق…
المرأة في الإسلام :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” إنما النساء شقائق الرجال” اي ان الإسلام يساوي بين الرجل و المرأة و يعزز من مكانتها و حقوقها المادية والمعنوية كالإرث و كذا الحق في التعليم و التعلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة) بما لا يخالف دينها، و الإسلام لم يضع اللوم على حواء في الخطيئة الأولى كما في كل من العهدين القديم و الجديد، بل قال تعال في سورة طه الآية 115 “و لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي و لم نجد له عزما” و أيضا في نفس السورة الآية 12 “فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى” كذلك في الآية 121 ” و عصى آدم ربه فغوى” ….
كما سن الإسلام للمرأة قوانين تحفظ كرامتها و تمنع استغلالها نفسيا و جسديا ، و في المقابل ترك لها الحرية في خوض تجارب الحياة و الانفتاح على مجالاتها، فالاسلام أكد على ان المرأة و الرجل رغم كونهما صنفان مختلفان الا أنهما متطابقان في الحقيقة الإنسانية و ان الفروق الفيزولوجية بينهما لا تنقص من قيمة اي منهما.
الحركة النسوية :
ظهرت في المجتمعات الديمقراطية و امتدت إلى باقي الدول، تأسست بهدف تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين، و اعتبرت الرجل عدوها اللدود عبر التاريخ، فهو الذي جعل مكانتها الاجتماعية متدنية عبر قهرها و استعبادها لكي تبقى تابعة له ماديا و معنويا، فالحركة النسوية تسعى إلى القضاء على سلطة الرجل و الحد من هيمنته، من أجل حصولها في المقابل على مكاسب سوسيواقتصادية و سياسية، ما يسمح لها بأن تكون ذاتا تتمتع بالحرية و المساواة.
عبر التاريخ قامت النساء بسلسلة من الاحتجاجات، كالاحتجاج السالف الذكر الذي أصبح يوما عالميا للمرأة 8 مارس 1908 ، و ذلك انطلاقا من قناعتهن ان هناك خلل في ميزان القوى بين الرجل و المرأة ، و تعتنق الحركة النسوية قسما و ايديولوجية نسوية كالعدالة و المساواة بين الجنسين ، احترام الآخر و الاعتراف بحقوق الإنسان. و يرى الان تورين بخصوص الحركات النسوية ما يلي ” اننا نعيش اليوم في مجتمع انقلاب الحداثة التقليدي فقد تحولت الفئات الخاضعة إلى حركات اجتماعية كسرت قيود التبعية التي تجعل هؤلاء عبيدا في قبضة الأسياد، ان من يتولى الإبداع الجديد هن اللواتي كن في تبعية للرجل و هن يعتزمن تخطي التعارض القائم بين الرجال و النساء اكثر مما يطمحن إلى ابدال الهيمنة الذكورية بالهيمنة الانثوي”.
واقع المـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأة:
لما علم أعداؤنا أن قوتنا في أسرتنا وأن قوة الأسرة في المرأة، بدؤوا في نخر جسد مجتمعاتنا منطلقين من اللبنة الأساسية للمجتمع والتي هي الأسرة، واستهدفوا المرأة لأنها ندرسة الأبطال، وصلاح الواقع رهين بصلاح المرأة،فكلفوها بالعمل خارج البيت تحت ذريعة المساواة، فأتعبوها خارج المنزل وضاعت بذلك حقوق الزوج و الأبناء…بينما أوجب الإسلام على الرجل أن يوفر للمرأة كلما تحتاجه، فهي ملكة في بيتها، متفرغة لتربية أبنائها،وواجب عليها طاعة زوجها…وهذه النقطة الأخير هي التي لا تعجب النسويات، لكن في المقابل لا يستنكرن طاعة المرأة لمديرها، مما يبين وبالملموس أن غرض هذه الدعوات هو تشتيت الأسر وتدمير العلاقات…
إن تكريم المرأة بالإحتفال بها في يوم واحد في السنة لضحك على الذقون، إذ أن الواقع اليومي يبين أن المرأة في العالم الرأسمالي المتوحش أضحت وسيلة للإشهار والتمثيل، ويدا رخيصة للعمل في الشركات ولعبة للتسليةوتفريغ الشهوة وأداة للتفريخ …فهي بضاعة تباع وتشترى لكن بأساليب تجعها راضية بهذ الصفقة الخاسرة…
يا ذرة حفظت بالأمس غاليــــــــة واليوم يبغونها للهو واللعـــــب