مقدمــــــــة:

كثير من الناس يسأل عن أحكام العقيقة كلما ازدان فراشه بمولود جديد، وكثير منهم يعمل بما تحصل له من علم، أو تقاليد ورثها عن آبائه وأجداده، قد تكون موافقة للشرع وقد تخالفه.

ولكون العقيقة قربة نتقرب بها إلى الله، وليست مجرد عادة اجتماعية، كان لزاما على المسلم أن يعرف أحكام الشرع المتعلقة بها.

علاوة على ذلك، فإن معرفة هذه الأحكام من شأنها أن ترفع على الناس كثيرا من الحرج الذي قد يصيبهم في بعض الاحيان… كالجالية المسلمة المقيمة ببلاد غير المسلمين، فهي أحوج الناس للفقه، لمعرفة الرخص والأجذ به وتمييز الواجب عن غيره، وإذا اقتضى الحال اكتُفِي به، وترك دونه للضرورة.

تعريــــف العقيقــــــة:

العقيقة هي ما يذبح للمولود من غنم أو ماعز… فيطلق الإسم على الذبيحة، وكذلك على الشعر الذي يخرج عل رأس المولود من بطن أمه.

الحكمـــة من العقيقــــة

روى ابن ماجه في صحيحه عن سمرة بن جندب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:“كل مولود مُرْتَهَن بعقيقته” 

وقد اخلفت آراء العلماء في معنى هذا الحديث:

الرأي الأول:

فذهب بعضهم إلى أن المقصود به، شفاعة المولود إذا توفي صغيرا، فله شفاعة لوالديه، وهذه الشفاعة رهينة بالعقيقة، إذا عق له نالها وإلا فلا.

الرأي التاني:

وذهب آخرون إلى أن معنى الحديث، هو أن العقيقة تحميه من الشيطان وتخلصه منه.

ولا شك – بالإضافة لما ذكره العلماء- أن العقيقة وجه من أوجه شكر نعمة الأبناء، والله وعد عباده الشاكرين بالزيادة، وهي كذلك مناسبة لإدخال السرور والتوسعة على الأهل والجيران.

حكم العقيقة:

ذهب جمهور علمائنا إلى أن العقيقة سنة مؤكدة، وأدلتهم كثيرة، منها ماجاء في موطأ الإمام مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

“مَن وُلِدَ له، فأحَبَّ أنْ يَنسُكَ عن وَلَدِه، فلْيَفعَلْ”

شروط العقيقة (الذبيحة)

لا يجزئ في العقيقة إلا ما يزئ في الأضحية، وإليك ملخص هذه الشروط:

• السلامة من العيوب ( فلا تجزئ العوراء ولا المكسورة ولا العرجاء ولا المريضة ولا الناقصة)
• أن تكون مسنة (لا يجزئ أقل من ذلك) :
  • الإبل: خمس سنوات
  • البقر: سنتان
  • المعز: سنة
  • الظأن: ستة أشهر

    

• لا يجز صوفها.
• لا يباع جلدها ولا شيء من لحمها.
• يأكل منها، ويتصدق، ويهدي. مثل الأضحية.

وقت ذبح العقيقة:

اتفق العلماء على أن العقيقة مجزئة إذا ذبحت بعد ولادة المولود بغض النظر عن يوم ذبحها

لكن السنة أن تذبح في اليوم السابع، فإذا تعذر ذلك ذبحت في اليوم الرابع عشر، وإلا ففي اليوم الواحد والعشرين، ودليل هذا ما جاء في الحديث الذي رواه الطبراني والبيهقي بسند صحيح، من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:“العقيقةُ تذبحُ لسبعٍ، أوْ لأربعَ عشرةَ، أو لإحدى و عشرين”،  فإن لم يتمكن في هذه الأوقات، لظروف خاصة عق لولده متى تيسر له ذلك  من غير تقييد بزمن معين.

هل يحسب يوم الولادة من الأيام السبعة أم لا؟

المسألة فيه قولان:

القول الأول: يحتسب يوم الولادة.

وهو قول الجمهور من الحنابلة والشافعية على المشهور وابن حزم، واختاره غير واحد من العلماء المعاصرين كابن باز وابن العثيمين وغيرهم.

القول الثاني: لا يحتسب يومالولادة.

وهو قول المالكية،يقول الشيخ خليل في مختصره ” وألغي يومها (يوم الولادة)، إن سبق بالفجر”

الخلاصة :

المسألة خلافية بين العلماء، والمسألة فيها سعة والحمد لله، يقول الإمام النووي رحمة الله عليه:“فلو ذبحها بعد السابع أو قبله وبعد الولادة أجزأه وإن ذبحها قبل الولادة لم تجزه بلا خلاف, بل تكون شاة لحم “

ما هو آخر وقت العقيقة؟

ذهب جمهور العلماء إلى أنه لا حد لآخر وقت العقيقة، لأن المقصود يحصل بذبح العقيقة ولو فات وقت الإستحباب، وهذا قول الشافعية،والحنابلة، وابن حزم وغيرهم.

ما يفعل بلحم العقيقة:

أحكام لحم الأضحية هي نفسها أحكام لحم العقيقة، فلا يجوز بيع شيء منها، بل يأكل منها، ويتصدق، ويهدي…