حرائق لوس انجلوس .. كأنها أبواب الجحيم
في ظرف أربع وعشرين ساعة، نيران تصنع بـ لوس انجلوس ما صنعته إسرائيل بسلاح أمريكا في أكثر من أربعمئة وسبعين يوما!!!
في الوقت الذي كان ينتظر فيه رئيس الاحتلال الصهيوني وصول سنده الأمريكي دونالد ترامب للسلطة وتنفيذ تهديداته بحرق غزة وفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط -مستغلا أزمته التي يمر بها حاليا-، تأتي الكارثة الطبيعية لتكون الأسبق والأقوى والأعتى من الحروب والتهديدات فتحرق أراضي شاسعة في أكبر المدن الأمريكية و أشهرها و أقواها اقتصادا فتجعلها حصيدا كأن لم تغن بالأمس، ريح مستعرة عاتية ، لا تبقي و لا تذر، دمرت عشرات الآلاف من المباني والسيارات، وأحرقت أكثر من 29 ألف فدان، و أجْلَت أكثر من 360 ألف شخص، وتسببت في قطع الكهرباء وإغلاق المدارس ونزوح المرضى من المستشفيات قبل أن تأكلها الحرائق والأدخنة، في مشاهد مماثلة و نسخة طبق الأصل لما حدث و يحدث في غزة خلال 470 يوما من الظلم والعدوان.
جحيم غزة مقابل جحيم لوس انجلوس
غزة، تلك القطعة الأرضية الصغيرة التي رأينا فيها من المجازر في حق المدنيين العزل ما يذبح الفؤاد، و رأينا فيها من ثبات المجاهدين و من المعجزات ما يحير الألباب، لم يستطيعوا السيطرة عليها خلال 470 يوما من الحرب المتواصلة و العزل والحصار، فما كان في وسعهم إلا تدمير المنشآت والبنيات التحتية و مختلف المنظومات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وقتل ما يزيد عن 60.000 مدني واعتقال الكوادر الطبية و الصحفية، و إحداث محرقات جماعية و ترك جثث الشهداء لنهش الكلاب في صور تفتقد لأدنى معايير الإنسانية على مرآى ومسمع كل البشرية دون حسيب أو رقيب؛
حتى أتى ترامب ليتوعدها بالمزيد من الحرق، بل، بفتح أبواب الجحيم عليها كوصفٍ للقوة العالية التي يتمتع بها وبلاده.
و ما هي إلا أيام قلائل ، حتى جاءه الرد من رب الأرض و السماء ، ريح بلغت سرعتها 160 كيلومترا/الساعة تحمل معها الجمر في الأجواء على مسافات طويلة، لا هي تهدأ، و لا الحرائق تتوقف، و لا المياه كافية لتخمد النيران، و لا الطائرات قادرة على التحليق في ظل قوة الريح، و لا قوة لهم أو قدرة على احتواء الكارثة ؛ عجز كامل للتصرف أمام هذه القدرة الخارقة، لم تنفعهم أسلحتهم و لا قوتهم و لا أنظمتهم في شيء؛ ريح عاتية كبدتهم خسائر فادحة قدرت ب 57 مليار دولار في يومين فقط، و لا تزال في ارتفاع وسط استمرار تمدد النيران..
حرائق لوس انجلوس، غضب الطبيعة أم غضب رب الطبيعة؟
نحن لا ننكر الأسباب المادية التي تتماشى مع محدودية تحليل العقل البشري في إرجاع هذه الكارثة إلى تغير المناخ، لكننا نؤمن يقينا بحكمة مسبب هذه الأسباب، ونراها رسالة تذكيرية من رب العالمين أنه “لا يعذب بالنار إلا رب النار”، و أن القوة المطلقة تبقى لرب الأرض و السماء، فلا يتعنّتنّ مخلوق بقوته و ينسى قوة خالقه في قوله للشيء “كن” فيكون.
“(وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ¤) [سورة هود]

رائع جداً أبدعت
مقال في قمة روعة يعبر على ما يعيشه اخواننا في قطاع غزة لكن الله يمهل ولا يهمل سبحان الله
مقال اكثر من رائع بالتوفيق 👏👏👏
ta4jqj