المرأة .. بين الوظيفة و الأمومة

عمل المرأة : تكريم أم استغلال.

كن صارما قبل الزواج.

من بين النقط التي يجب الحسم فيها قبل الإقدام على أولى خطوات الزواج هو عمل المرأة: الزوجة قريبا و الأم مستقبلا.

حين يقرر الشاب الزواج و بناء أسرة مكونة من أب و أم و أطفال، فعليه أن يعلم أن الاختيار الدقيق لمن ستقاسمه حياته هو أهم عامل من عوامل بناء أسرة منسجمة مستقرة سعيدة، فمن حقه أن يفرض أمورا تتماشى و رؤيته المستقبلية لهذا الزواج، كونه مؤسس البيت و مموله و قائده:

✅ مطالبته بقرار زوجته في البيت من حقوقه، فهو رغِب أساسا في الزواج ليعمّر بيته و يجد سكنا له عند عودته من عناء العمل، لا أن ينافسه شخص في الخروج مبكرا و العودة منهكا متكدرا.

✅ توفير أم متفرغة لأبنائه من واجباته تجاه أبناءه، كما سبق و أشرنا أن من أهداف الزواج تحقيق أبناء صالحين،بارّين، سالمين نفسيا و صحيا وفكريا و دينيا؛ هذا الهدف لا يتأتى إلا مع أم متفرغة طول اليوم و الساعات.

 هذا الزوج في الحقيقة -إن رضيت دينه و خلقه -، تستطيعين الركوب معه سفينته بكل أريحية و طمأنينة، فقد أبان عن رجولته و قيادته و قدرته على تحمل مسؤولياته.

 

عمل المرأة

 

رسالة إلى أختي الفاضلة

أختي الكريمة، حين تفكرين في الزواج، فأنت توافقين على تغيير مسار حياتك من امرأة مسؤولة عن نفسها إلى امرأة تتحمل مسؤولية بيت و زوج و أطفال؛ مسؤولية تأخذ من وقتك الكثير و من صحتك الوفير.

و أنت مسؤولة عن نفسك، لا أحد يعارضك في حياتك ما لم تعارضي شرع رب العالمين، اهتمي بنفسك و ادرسي و اعملي وتنزهي و اطمحي للعلياء. لكن ما إن تقرري دخول مؤسسة الزواج ، فاجعلي القطيعة مع ماضيك، أعدّي نفسك،هيأتك و خطواتك لتدخلي قصرك متحلية بحس المسؤولية الملقاة على عاتقك مدركةً حجمها، فأنت حينها تصبحين راعية هذا البيت و مسؤولة عنه (مسؤولياتك تتعدى تنظيف البيت و الثياب و طهو الطعام)، و عليك أن تلتزمي بشروط و أحكام هذه المسؤولية كأي عمل آخر تلتزمين بشروطه، و حيث أنه لا يمكنك مزاوجة عملين مختلفين قانونيا، فهو كذلك داخل مؤسسة الزواج، وإن أخللت بدورك المطلوب فيها، فجزاؤك عند الله في قول النبي صلى الله عليه و سلم: « ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت، وهو غاشّ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ».

دورة القيادة الأسرية:

القرار في البيت حقكِ.

فمهمة الزوجة و الأم، ليست بالهيّنة السهلة حتى ترافقيها بالعمل خارج البيت و تتكبدي مشاق العمل و حرارة الشمس و تكدّر النفس و شدّ الأعصاب…، أعفاك الله من كل هذا التعب و الشقاء، و أعطاك حقا في عدم العمل خارج البيت، فتشبتي بحقك هذا و لا تتنازلي عنه؛ لأن مهمتك الكبيرة العظيمة التي تنتظرك، تتطلب منك تفرغا كاملا لها، و تستحق منك أن ترفعي قدرها و تعلي شأنها و لا تستحقريها.

وافقتما على الزواج يعني وافقتما على التكامل و ليس التشارك؛ التشارك يعني لكما نفس الحقوق و الواجبات و لا فرق بين رجل و امرأة، تنفقان درهما بدرهم و لا واجب لأحدكما على الآخر، تقتلان غريزة الأمومة و الأبوة فتضعان رضيعكما عند الجيران أو الأقرباء أو الحضانات، تعملان معا تتعبان معا و تعودان للبيت متأخران معا،  تطبخان معا و تنظفان معا و تُرضِعان معا و تُربيان معا ،الشيء الذي يتناقض مع الفطرة و يستحيل واقعا فتجد معظم أعمال البيت و التربية تقع على عاتق الزوجة ؛ فما إن ينتهي اليوم حتى تكون قد استنفذت كل طاقتها و بلغ منها الإنهاك مداه .

==> التشارك يعني الهلاك لنفسك أختي و فقط.

بينما في التكامل و هو المعنى الحقيقي للزواج، ليس الذكر كالأنثى، كل يلتزم بمهامه الخاصة به حسب بنيته و قوته، و لا تداخل في المهام، للزوج مهمة القيادة و العمل خارج البيت، و للزوجة مهمة السكن و إدارة البيت. لا تشاركيه مهامه فتقصري في مهامك، و لا تسمح أيها القائد لزوجتك أن تشاركك القيادة و إلا غرقت سفينتكما في بداية إبحارها.

أختي الكريمة، تشبتك بمهامك ليس احتقارا لنفسك و لا نكرانا لقدراتك و لا تبخيسا لعلمك، و لكنه دليل على تقديسك لمؤسسة الزواج و تفضيلا منك لنجاحك داخل بيتك على سائر النجاحات.

هذه مهامك ومسؤولياتك.

فأنت كزوجة لك مهام :
الاهتمام بالزوج و نفسيته و مظهره – الاعتناء بأكله و شربه و هندامه – تنظيف البيت و ترتيبه و بث الحياة فيه – مدبرة و مسيرة.

و أنت كأم لك مهام إضافية : مرضعة – مربية – ممرضة – معالجة نفسية – أخصائية تغذية – معلمة – محاسبة … 

أمّ يعني:
الأمان لأطفالك في خوفهم، فكوني أمانهم الموجود طول الليل و النهار، و أغدقي عليهم حنانك و أمومتك التي وهبها الله لك دون غيرك، و اسعي في بنائهم بناء قويا رشيدا سليما حتى يشتد عودهم و يحموا أنفسهم .

مهامك كثيييرة لا يُستهان بها، تتطلب منك جهدا و نفَسا لا يستطيعه الرجل، فرحمة بنفسك لا تحمّليها فوق طاقتها و اجعلي شرطك قبل الزواج: قرارك في البيت؛ و إن توفر لك متسع من الوقت فتمتعي براحتك و ثقفي نفسك في مختلف مجالات الحياة، و أعدي نفسك لهندسة جيل يعود بالنفع على هذه الأمة و يكون فخرا لك في الدنيا و الآخرة.

أختي الكريمة، إن وافقت على الزواج، فلا تقبلي على نفسك سوى التفوق و النجاح فيه، كوني كفؤا في مهمتك، اجعلي استقرار بيتك و نفسية أطفالك أولى أولوياتك، اجعلي بيتك راحة لزوجك و أبنائك، لا تقارني حياتك مع صديقاتك أو قريناتك، فمهما تباهت إحداهن بعملها عليك فهي في
الحقيقة تغبطك (إن لم تحسدك) على استقرار بيتك و هناءه؛ و كم من امرأة ما زادها العمل خارج البيت إلا شقاءً و استعباداً ، و كم من امرأة ما زادها مكوثها في البيت إلا تقدما و تطورا في شخصها و أسرتها.

بيتك قصرك و جنتك 👑 .. فامكثي و أحسني
تواجدك فيه 😉
.

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى